المهارات الحياتيّة في القرآن والسنة: دراسة تحليليّة

 

 

 

عنوان البحث:المهارات الحياتيّة في القرآن والسنة: دراسة تحليليّة

✍المؤلف:

الأميرة جوليان علي، أ. إبراهيم شلهوم

📖 المجلة: مجلة الضاد الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية

📚 العدد: 7

📆 تاريخ النشر: حزيران 2025

📄 الصفحات: 226-251

🏛 دار النشر: دار البيان العربي

 

ملخّص الدّراسة

يشهد القرن الحادي والعشرون تطورات وتحوّلات متسارعة في جميع المجالات، وهذا ما يضعنا أمام تحديات كبرى تدفعنا إلى الاهتمام ببناء الإنسان، وإعداده فكريًا وعمليًا لمواكبة التغيرات التي تشهدها الحياة المعاصرة. وتتجلى هذه الصورة بوضوح من خلال العمل على صقل الأفراد المهارات الحياتيّة؛ إذ إنّ جيلنا الصاعد في قلب المواجهة وعُمقها، ويقع على عاتقه النهوض بفكره ومجتمعه لمواكبة العالم المُتقدّم في شتى مجالات الحياة.

وباتت المهارات الحياتية إحدى المفاهيم التي باتت تشغل المدرّبين والأخصائيين، الذين يعملون باستمرار على تطوير معارفهم ومهاراتهم؛ لما لهذه المهارات من أثر بالغ ودور مهم في صقل قدراتهم على التفاعل، والمواجهة، وفهم الذات وغيرها من المهارات القياديّة، بهدف إنتاج مجتمع قوي وناجح.

انطلاقًا من هذا المبدأ، هدفت هذه الدراسة إلى توضيح مفهوم “المهارات الحياتية” والتأكيد على دورها وضرورة امتلاكها في الحياة المعاصرة، بالإضافة إلى ربطها بالقيم والنظم الإسلامية، مع الاستشهاد بالأدلة والشواهد القرآنية والنبوية. وقد تم تقسيم البحث إلى مبحثين أساسيين: الأوّل نظري، يُعنى بشرح المفاهيم،  والثاني يتعلق بربط هذه المهارات بالقرآن الكريم والسنة النبوية، كما ذُكر.

وقد اتبع الباحثان في ذلك المنهج الوصفي والتحليلي، وتوصلت الدراسة إلى أنّ رقيّ الأمم والمجتمعات يُقاس بمدى ارتفاع وعي أفرادها وجماعاتها.

وعليه، أكّد القرآن الكريم ومباحث السيرة النبوية بوضوح على الدور الهام للمهارات الحياتية في الرقي النفسي والمجتمعي؛ وكانت حياة صاحب الرسالة، محمدٍ ﷺ ، مثالًا وشاهدًا حيًّا على النجاح في امتلاك هذه المهارات.

الكلمات_المفتاحيّة: المهارات الحياتية – القرآن – السنة – الوعي الذاتي – الذكاء العاطفي – اتخاذ القرار – التفكير والتخطيط – إدارة المشاعر – التوازن النفسي – الإقناع – مخاطبة العقول.

Abstract

The 21st century is witnessing rapid developments and transformations in all fields, placing us before major challenges that compel us to focus on building and preparing individuals intellectually and practically to keep pace with the changes of modern life.

This becomes clearly evident through the emphasis on equipping individuals with life skills. Our emerging generation is at the heart of this confrontation, bearing the responsibility of advancing their thinking and society to align with the progress witnessed across all areas of life. Life skills have become a key concept that engages the attention of trainers and specialists, who are continually working to enhance their knowledge and abilities to focus on these skills due to their profound impact and important role in strengthening one’s ability to interact, face challenges, understand oneself, and acquire leadership skills — all of which contribute to building a strong and successful society.

Based on this principle, the present study aims to clarify the concept of “life skills,” highlight their essential role, and stress the importance of acquiring them in contemporary life. Additionally, it seeks to connect these skills with Islamic values and principles, supported by evidence from the Qur’an and the Sunnah.

The research is divided into two main sections: a theoretical section that explains the concepts from a theoretical perspective, and a second section that links these skills to references in the Qur’an and the Prophetic tradition, as previously mentioned. The researchers used both descriptive and analytical approaches in their methodology.

The study concludes that the advancement of nations and societies is measured by the level of awareness of individuals and groups. Accordingly, the Holy Qur’an and the studies of the Prophet’s biography clearly emphasize the crucial role of life skills in achieving psychological and social advancement. The life of the Messenger Muhammad (peace be upon him) stands as a living example and witness to the success in mastering these essential skills.

Keywords: Life skills – Qur’an – Sunnah – Self-awareness – Emotional intelligence – Decision-making – Thinking and planning – Emotion management – Psychological balance – Persuasion – Addressing minds.


مقدمة

تُظهر الملاحظة الموضوعية لواقع المجتمعات المعاصرة وجود فئة من الشباب الحاصلين على شهادات جامعية من مؤسسات تعليمية مرموقة وبدرجات مرتفعة، إلا أنهم يفتقرون إلى المهارات الأساسية اللازمة للاندماج الفعّال في سوق العمل والمجتمع.

فعلى الرغم من استعدادهم لخوض الامتحانات والمسابقات، إلا أن أداءهم يضعف في المواقف التفاعلية؛ مثل المقابلات الشخصية، والمواجهات، والنقاشات، نتيجة نقص في مهارات إدارة الوقت، والتواصل، وبناء الحجج المنطقية.

وقد انعكس هذا القصور سلبًا على سلوكهم الاجتماعي، حيث لوحظ انسحاب عدد كبير منهم إلى العالم الرقمي، معتمدين على تطبيقات الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى ضعف ملحوظ في تفاعلهم مع الواقع، وعزلة داخلية أسفرت عن تعطيل لطاقاتهم وتقليص لأثر مؤهلاتهم الأكاديمية في الحياة العملية.

وتُعزى هذه الإشكالية بدرجة كبيرة إلى غياب التدريب على المهارات الحياتية، التي تُكسبهم القوة والثقة في مواجهة الحياة والواقع والمجتمع، كما أسهم قصور المؤسسات التربوية في إدراج هذه المهارات ضمن برامجها  التعليمية في تفاقم المشكلة،  مما يستدعي مراجعة شاملة للسياسات التربوية في هذا المجال.

من منظور التربية الإسلامية التي تُعدّ منهجًا متكاملًا وشاملًا لمختلف مجالات الحياة، تُبرز الشريعة الإسلامية أهمية القيم السلوكية والمهارية التي تسهم في بناء الإنسان وتوازنه في الحياة اليومية؛ وبما أن الإسلام يقدم منظومة تربوية صالحة لكل زمان ومكان، فإن من الضروري إعادة النظر في النصوص والمبادئ الإسلامية للكشف عن المهارات الحياتية التي تضمنها هذا المنهج، بهدف تحقيق تربية متكاملة ومستدامة.

وبناء على ذلك، أصبح من الواجبِ على المؤسسات التعليمية والتربوية أن تعمل بشكل منظّم وجاد على إدماج مفهوم “المهارات الحياتية” ” ضمن استراتيجياتها وبرامجها، بوصفه مكونًا تربويًّا معاصرًا يسهم في إعداد الفرد لمواجهة التحديات الحياتية ويُستحسن أن يتم تطوير مشاريع وبرامج تنموية متكاملة تناسب كافة المراحل التعليمية، للوصول إلى أهداف التربية المنشودة.

تُعد المهارات الحياتية من المقومات الأساسية التي يحتاجها الفرد في حياته، فمن خلالها يتعلم الفرد كيف يتعامل مع كل ما يقابله في حياته من تطورات وأحداث مختلفة، كما أنه إذا تعلم المهارات الحياتية المختلفة فإن ذلك يعود بالنفع عليه وعلى مجتمعه.  ( محمد، جزر، ورضوان، 2023)

إنّ تنمية المهارات الحياتية وتصنيفها أصبح من أهم الاتجاهات الحديثة في المجال التربوي، فقد تزايد الاهتمام العالمي بالتعليم الذي يهدِفُ إلى تنميتها سعيًا إلى إعداد الطالب إعدادًا شاملًا للحياة.

مشكلة الدّراسة

أدّى استمرار الطابع التقليدي في تدريس مختلف العلوم والتي تعتمد أساسًا على الحفظ واسترجاع المعلومات، إلى انخفاضٍ ملحوظ في اكتساب المتعلمين المهارات المتنوعة، وعدم توظيفها في سياق حياتهم الواقعية، نتيجة لغياب التركيز على تنمية مهاراتهم الحياتية ضمن العملية التعليمية. وقد انعكس ذلك سلبًا على فاعلية التعليم، ومحدودية تطور التفكير النقدي، وضعف الوعي الذاتي والاجتماعي لدى المتعلمين.

انطلاقًا من هذا الواقع، يهدف هذا البحث إلى سد هذه الثغرة من خلال تعزيز المهارات الحياتية وربطها بمفاهيم الـشريعة الإسلامية، فهي ليست دخيلة على البنية الثقافية والاجتماعية للمجتمع الإسلامي.

أهداف البحث

  • تحليل المهارات الحياتيةوتصنيفها بالاستناد إلى الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، بهدف الكشف عن الأسس الإسلامية التي تدعم تنمية هذه المهارات.
  • إلقاء الضوء على المهارات الحياتية كما وردت في التعاليم الإسلامية، من خلال تتبع الإشارات المباشرة وغير المباشرة إليها في القرآن الكريم والسنة النبوية.
  • إعادة بناء المفاهيم الدينية المتعلقة بالمهارات الحياتية، بما يتوافق مع متطلبات الحياة المعاصرة وتحدياتها، بما يُسهم في جعل هذه المفاهيم أكثر قابلية للتطبيق في الواقع التربوي والاجتماعي الحديث.
  • الإسهامفي إثراء المحتوى العربي والإسلامي بالدراسات العلمية التي تعالج مفهوم المهارات الحياتية في ضوء النصوص الإسلامية، وتعزز التكامل بين القيم الدينية والاحتياجات المجتمعية المعاصرة.

مفهوم المهارات الحياتيّة

تعرّف المهارات الحياتيّة على أنها مجموعة من الأنشطة والقدرات والسلوكيات والكفاءات التي يمتلكها الفرد، والتي تمكّنه من التفاعل الإيجابي، والتكيّف الفعّال، والتعامل بكفاءة مع متطلبات الحياة اليومية وتحدياتها. كما تساعده هذه المهارات على توظيف المعلومات المكتسبة وتحويلها إلى معلومات أخرى يمكن الاستفادة منها في حل ما يصادفه من مشكلات اتخاذ القرارات. (DPA, 2020)

وتعدّ المهارات الحياتيّة من المهارات القابلة للنقل، حيث تُكسب الأفراد القدرة على التعامل بمرونة مع مواقف الحياة المختلفة، وتدعم تقدمهم الأكاديمي والمهني والاجتماعي. وهي تشمل مزيجًا من المهارات  والمواقف والقيم والسلوكيات التي يتم تعريفها على أساس قابلية التمكين التي تقدم للأفراد في حياتهم اليومية منافع اجتماعية وتجعلهم يسهمون في التغيير المجتمعي. (يونيسف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 2020)

تعد المهارات الحياتية من المتطلبات الأساسية التي تمكّن الفرد من التكيف مع المتغيرات المتسارعة التي يتصف بها هذا العصر، إذ يحتاج الإنسان إلى مجموعة من المهارات التي تساعده على التعايش الإيجابي مع بيئته، ومواجهة التحديات بمرونة وفاعلية؛ وتُسهم هذه المهارات في تنمية قدراته على التفكير البنّاء، والاعتماد على الذات، واتخاذ قرارات واعية تُعينه على مواكبة التطورات التكنولوجية المعاصرة.

فالمهارات الحياتية أداة فاعلة تمكّن الفرد من التفاعل الجيد مع أفراد مجتمعه، وكل ذلك يعكس فكرة الفرد عن ذاته، فإذا تمكن الفرد من المهارات الحياتية وأجاد استخدامها سوف يكوّن فكرة إيجابية عن ذاته وعن الآخرين، ويستطيع أن يتكيف شخصيًّا واجتماعيًّا، وتتوفر لديه درجة مقبولة من التوافق النفسي. (الزامل، 2020)

يعرّفها (عبد السلام، 2013) بأنها المهارات اللازمة للعيش والتفاعل بنجاح في المجتمع، والتي تمكّن الأفراد من اتخاذ قرارات فعالة وحل المشكلات.

كما تُعرّف على أنّها مجموعة من المهارات الاجتماعية والشخصية التي تُمكن الأفراد من بناء علاقات إيجابية مع أنفسهم ومع الآخرين. (العقاد، 2017)

أمّا منظمة الصحة العالمية فتعرّف المهارات الحياتيّة بأنّها القدرات التي تساعد على السلوك التكيفي والإيجابي، مما يمكّن الأفراد من التعامل بفعاليّة مع متطلبات الحياة اليومية وتحدياتها. (منظمة الصحة العالمية، 1997)

عرفتها (اليونيسيف، 2003) بأنها مجموعة من المهارات النفسية والاجتماعية التي تساعد الأفراد على اتخاذ قرارات مستنيرة، والتواصل بفعالية، وتطوير مهارات التكيف وإدارة الذات، بما يتيح لهم العيش بصحة وإنتاجية.

وبناء على ذلك، تمثل المهارات الحياتية مجموعة من القدرات والأنشطة والسلوكيات التي تمكّن الأفراد من التفاعل الإيجابي مع تحديات الحياة اليومية ومتطلباتها؛ وتتسم هذه المهارات بمرونتها وقابليتها للنقل بين المواقف المختلفة، مما يمكّن الأفراد من التكيف مع المتغيرات السريعة في الحياة، واتخاذ قرارات فعالة، وحل المشكلات.

تعزز المهارات الحياتية التفكير الإيجابي، والاعتماد على النفس، واكتساب التوافق النفسي والاجتماعي، وهو ما ينعكس إيجابًا على قدرة الفرد في بناء علاقات صحية مع ذاته ومع الآخرين. كما أنها تدعم الأفراد في مواجهة التحديات المجتمعية وتحقيق النجاح على المستويين الشخصي والمهني.

أبرزت العديد من المنظمات الدولية، وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، أهمية المهارات الحياتية بوصفها وسيلة فاعلة لتحقيق التكيف الإيجابي، وتعزيز القدرة على إدارة الذات، وتطوير مهارات التواصل الفعّال. كما أكدت الدراسات العربية الحديثة دور هذه المهارات في تحسين جودة التفاعل المجتمعي، وتحقيق التوافق النفسي، واستيعاب التطورات المتسارعة في المجال التكنولوجي.

وفي ضوء ذلك، تُعدّ المهارات الحياتية عنصرًا أساسيًا في تحقيق التنمية البشرية بمستوييها الفردي والجماعي، وركيزة أساسية للعيش بفاعلية وإنتاجية في عالم يتّسم بالتغيّر والتعقيد المستمر.

المهارات الحياتية التي سيناقشها الباحثان في هذا البحث تشمل مجموعة من الجوانب الأساسية التي تسهم في تطوير الفرد وتنميته على الصعيدين الشخصي والاجتماعي. من أبرز هذه المهارات: الوعي الذاتي، الذي يرتبط بالقدرات العقلية والمهارات الفكرية، بالإضافة إلى الذكاء العاطفي، الذي يعزز العلاقة الإيجابية بين الفرد وذاته. كما تشمل المهارات قبول الذات واستثمار نقاط القوة وتعزيزها بشكل فعّال.

يُعدّ التفكير، والتخطيط، واتخاذ القرارات من المهارات المحورية التي تساعد الفرد على تحقيق أهدافه. كما تعد إدارة المشاعر والتحكم بها وسيلة أساسية لتحقيق التوازن النفسي. ومن المهارات الأخرى التي يركز عليها البحث: مهارة الإقناع ومخاطبة العقول بطريقة فعّالة، إلى جانب فن الذوق والإتيكيت الذي يعكس التفاعل الإيجابي في السياقات الاجتماعية المختلفة.

 

المهارات الحياتيّة في القرآن والسنة:

الوعي الذاتي 

بمفهوم عام، يعدّ الوعي الذاتي أحد أهم أدوات التطور والتقدم في الحياة، إذ يساعد المرء على اكتشاف مواطن قوته وضعفه، وأفكاره ومشاعره، مع تعزيز قدرته على اتخاذ القرارات الأنسب والأدق.

واصطلاحًا، يعرّف الوعي بأنه إدراك الإنسان للأشياء والعلم بها،  بحيث يكون في حالة اتصال مباشر مع الأحداث التي تدور من حوله،  من خلال حواسه الخمس، فيبصرها، ويسمعها، ويتحدث بها وإليها، ويشم رائحتها، ويفكر في أسبابها. (العلمي، 2021)

يتكوّن الوعي الذاتي من مجموعة من العناصر الأساسية التي تسهم في فهم الفرد لذاته وتعزيز تفاعله مع محيطه. من بين هذه العناصر: الوعي بالتجارب الداخلية، والذي يشمل إدراك العواطف والأفكار بوضوح، وكذلك معرفة الذات، حيث يفهم الفرد هويته وما يؤمن به من قيم ودوافع توجه سلوكياته.

يتكوّن الوعي الذاتي من مجموعة من العناصر الأساسية التي تسهم في فهم الفرد لذاته وتعزيز تفاعله مع محيطه. من بين هذه العناصر: الوعي بالتجارب الداخلية، والذي يشمل إدراك العواطف والأفكار بوضوح، وكذلك معرفة الذات، حيث يفهم الفرد هويته وما يؤمن به من قيم ودوافع توجه سلوكياته.

كما يؤدي الذكاء العاطفي دورًا محوريًا في هذا السياق، إذ يمكّن الفرد من فهم عواطفه وإدارتها بشكل فعّال. ويُعد قبول الذات عنصرًا مهمًا يعكس التعاطف واللطف الذي يوجهه الفرد نحو نفسه. وأخيرًا، يشكل التأمل الذاتي جزءًا لا يتجزأ من الوعي الذاتي، حيث يتمكن الفرد من التفكير بعمق في مشاعره وأفكاره وأهدافه بما يحقق فهمًا أعمق لذاته.  (العظيم، 2024)

وعليه، فإنّ الوعي يتكون من محورين رئيسين أو مصدرين أساسيين، هما: الهبة الإلهية المتمثلة في مهارات التفكير والقدرات العقلية، والرصيد التراكمي من المعارف المكتسبة. وينتج التفاعل بين هذين المصدرين  مستوى الوعي الذي يكون عليه الفرد. ويتم ذلك بطبيعة الحال من خلال الأدوات التي منحنا إياها الخالق سبحانه وتعالى، وهي الحواس الخمس. (العلمي، 2021)

وقد أشار الخالق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم إلى امتلاك العباد لمهارة الوعي الذاتي والإدراك في مواضع عديدة، من خلال آياته التي كثيرًا ما ختمها بقوله ﴿لَعَلَّهُمْ يَعْقِلُونَ﴾ – ﴿ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ ﴾ – ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾-﴿ وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾؛ كلّ هذه الآيات تحفّز الإنسان على استخدام عقله بوعي مستنير، ليصل إلى حقائق من خلال الأدلة العقلية الواضحة، انطلاقًا مما يشاهده ويسمعه ويدركه بحواسه.

و بالتالي، لا توجد مسلمات تُورَّث من السلف إلى الخلف، بل لا بد للإنسان أن يستخدم عقله ليُفنّد، ويُحلّل، ويفكر، ويستنتج، ثم يصدر أحكامًا. فليس كل ما هو سائد وكائن صحيحًا بالضرورة، بل تخضع التوجهات والأفكار للتفكير الناقد، الذي لا يقبل بوجود أتباع مقلّدين يعتنقون “دين الآباء” بل يدفعهم إلى التفكّر وترك الباطل سعيًا نحو الحق؛ فالجوارح تعي كما يعي القلب والعقل؛ فالوعي يبدأ من الحواس، فالأذن تكون واعية، فتنقل للقلب ما سمعته مما قد ينفع، وعليه، فإن الوعي ينشأ من أدوات وعوامل التفكر التي يوصف بها، ثم يتجاوزها إلى القلب والعقل،  وهما يحتاجان إلى مستوى عال من المهارات ليحدث الوعي والفهم، ومن ثم تحقيق النفع الذاتي ونفع الآخرين.

ويقول ابن القيم:”الوعي توصَف به الأذن كما يوصف به القلب؛ يقال: قلب واعِ، وأذنُ واعية؛  لما بين الأذن والقلب من ارتباط، فالعلم يدخل من الأذن إلى القلب، فهي بابه والرسول والموصل إليه العلم، كما أن اللسان رسوله المؤدي عنه، ومن عرف ارتباط الجوارح بالقلب علم أنّ الأذن حقها أن توصف بالوعي، وأنها إذا وعت، وعى القلب.” (ابن القيم: ١٨٩/٣)

فالوعي الذاتين إذًا، يشكل الأساس الذي تنطلق منه المهارات الحياتية الأخرى، إذ يُمكّن الفرد من إدراك ذاته ومحيطه بعقل واعٍ وقلب مستنير. وانطلاقًا من هذا الإدراك، يمكن التطرق إلى المهارات الحياتية الأخرى التي تعزز من قدرات الفرد على التفاعل الإيجابي مع ذاته والآخرين.

الذكاء العاطفي:

يُعرف الذكاء العاطفي بأنه القدرة على تحقيق نتائج إيجابية في علاقة الفرد بنفسه والآخرين، من خلال فهم عواطفه الشخصية وعواطف الآخرين. وتشمل هذه النتائج الإيجابية: التفاؤل، تحسين التواصل، تحقيق النجاح في المدرسة، العمل، والحياة بشكل عام. (الهادي، 2007)

إن الناظر في التربية الإسلامية يلاحظ اهتمامها الواضح بتنمية الذكاء العـاطفي(Emotional Intelligence ) إذ إنّ القرآن الكريم ينمّي العقل والقلب معًا. فالمسلم الذكي عاطفيا يراجع مشـاعره باستمرار، ويسأل نفسه عن نمط التفكير الذي أدى إلى هـذه المشاعر، ويتأمل في إمكانية وجود نمط تفكير آخر أو طريقة أخرى للتعامل مع الأمور، قد تقوده إلى مشاعر أكثر إيجابية. وبالتدريج، يكتشف أنماطًا جديدة من التفكير، وتصـبح لديه بدائل متعددة؛ أي أنه يصبح قادرًا على صناعة المشاعر التي يريدها.

وهـذا يفسر كيف فجّر الإسلام الطاقات الهائلة في نفوس المسلمين الأوائل عنـدما أدركوه على حقيقته. فالمؤمن هادئ النفس، واثق الخطوة، يأخذ بالأسباب ويتوكل على االله، ولا تزعجه المشكلات أو تسبّب له توترًا مفرطًا؛ فيصبح راقيا في التعامـل مـع المشاكل الاجتماعية، لأنه يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، لقوله سبحانه وتعالى: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ﴾  (سورة التوبـة: 51)

الزاوية التي ينظـر منها المسلم إلى الأمور هي التي  تجعله يسعى إلى أن يكون أذكى الناس عاطفيًا،  وأكثرهم قدرة على تجاوز المشاعر السلبية وتوليد المشاعر الإيجابية. (العجمية، 2017)

وتكمن أهمية الذكاء العاطفي في كونه يعالج أسقامًا قاتلة،  لا تُميت الجسد، بل تفتك بالروح والقلب؛ ونظرًا إلى ما أصبح عليه الذكاء العاطفي من علم متداول، يُعنى بكيفية التعامل الناجح مع الذات والناس، فقد رأى  (العجمية، 2017) ضرورة تقديم توصيف تأصيلي يبين من خلاله رؤية الفكر التربوي الإسلامي لهذا المفهوم، وارتباطه الوثيق بمبادئ الشريعة الإسلامية في القرآن الكريم والسنة النبوية.

إن المتأمل في السـنة النبوية والسيرة العطرة يلمس بوضوح مواقف عديدة مارس فيها النبي ﷺ الذكاء العاطفي، إدراكًا منه لأهميته في ضـبط الانفعـالات، وتهذيب المشاعر، وتحقيق الاستقرار العاطفي. وقد أسهم في ترسيخ مفهوم الذكاء العاطفي بوصفه عنصرًا جوهريًا في بناء الشخصية الإسلامية الإيجابية، التي تحسن إدارة عواطفها، والتحكم بانفعالاتها، لا سيّما في المواقف الصعبة، في عالم بات فيه مـن الضروري أن يضبط  الإنسان عواطفه وانفعالاته.

ومن قِطاف السيرة النبوية الشريفة، يروي لنا الصحابي الجليل خوّات بن جبير رضي الله عنه موقفًا شيّقًا يوثق فيه حكمة النبي ﷺ في التعامل مع زلّات أصحابه، وكيف كان يمنح كلّ عليلٍ الدواءَ المناسب لعثرته، بحكمةٍ ورحمةٍ ورفق.

يقول أبو عبد الله خوّات بن جبير رضي الله عنه: نزلنا مع رسول الله مرّ الظهران (وادي قريب من مكة ) فإذا نسوة يتحدثن فأعجبنني فجلست معهن،  فمر رسول الله وقال: أبا عبد الله ما يُجلسك معهن ؟ فلما رأيت رسول الله هِبتُه واختلطت،  فقلتُ جملٌ لي شرَد فأنا أبتغي له قيدًا،  فمضى واتبعته،  فدخل وتوضأ ثم قال: يعني أين صار ذلك الجمل ؟

يقول الصحابي: فصرتُ أتجنب رسول الله ﷺ خجلًا، ثم دخلت المسجد في ساعة خلوة، فقمت أصلّي. فخرج رسول الله ﷺ وجلس بجواري، فطوّلتُ صلاتي رجاء أن يذهب ويدعني.  فقال لي: “طوّل أبا عبد الله، ما شئتَ أن تُطوّل، فلستُ قائمًا حتى تنصرف”، فقلتُ في نفسي: والله لأعتذرنّ إلى رسول الله، ولأُبرّئِن صدره. فلما سلّمتُ من صلاتي، قال: “السلام عليك، أبا عبد الله، ما فعل شراد ذلك الجمل؟ فقلت: والذي بعثك بالحق، ما شرد ذلك الجمل منذ أسلم. فقال:”رحمك الله ثلاثًا،  ثم لم يعد شيء مما كان. ( أخرجه الطبراني )

أسئلة كثيرة تدور في الذهن: لماذا لم يُنزل النبي  ﷺ العقوبات التأديبية بحق الصحابي المُطلع على حرمات النساء؟  لماذا لم يجعله عبرةً لمن يَعتبِر؟

والجواب: إنّ النبي ﷺ كان معلمًا ومربيًّا، استطاع بذكائه العاطفي ولغة تواصله أن يؤلِّف قلب الصحابي المذنب، ويواري عورته؛ خصوصًا أنّ العقوبة المأمولة قد تحققت من خلال وجبات دسمة قُدمت بالاعتماد على آلية التقريع المستمر، عبر منهج التذكير بالذنب المقترَف.

وهذا المنهج في التربية يمثل أعلى نماذج الذكاء العاطفي، الذي ينبغي أن يمتلكه المربي بين ضفتي عقله وقلبه.

إن دراسـة مكونات الذكاء العاطفي من المنظور الإسلامي النفسي، بدلًا من المنظور الفلسفي، وتفعيلها في حياتنا العملية، وغرسها في نفوس الجيل الصاعد لتهذيب انفعالاته، كل ذلك بات ضرورة مُلحّة في واقعنا المعاصر.

كما أنّ مفهوم الذكاء العاطفي في القرآن الكريم ليس مجرد مهارات أو قدرات خاصة أو مواهب، وإنما هو منهاج أخلاقي تربوي متكامل، يراعي الفروق الفردية، ويساعد الإنسان على إدارة مواقفه الحياتية بكفاءة.

وهو من الجانب النظري مرتبط ارتباطًا وثيقَا، أما من الجانب التطبيقي العملي، فهو مرتبط بتفعيل قيم الدين، من خلال وعي الإنسان بذاته، وإدارته لانفعالاته، وتحفيز نفسه للخـير، وذلك من خلال فهمه لمشاعر الآخرين وتعاطفه معهم، وإدارته لعلاقاته الاجتماعية.

ولا يخفى ما لهذا من أثر كبير على ثقة الإنسان بنفسه، ودفعه نحو النجاح والإبداع ، وإمكانية الجمع بـين الأداء القيادي المميز، والمحافظة على الود، وحسن العلاقة مع المحيط الاجتماعي؛ فالجانب العاطفي هنا يزيد القائد مهابةً ومحبةَ في قلوب أتباعه وليس العكس. وإنّ الجمع بين قوة العقل وإمتاع العاطفة هو ما تفرد به أسلوب القرآن الكريم، وإنّ صلة الإنسان بخالقه وآياته تحميه من الأضرار النفسية والبدنية. فالذكاء العاطفي هو قدرة الفرد على فهم مشاعره ومشاعر الآخرين وإدارتها لتحقيق نتائج إيجابية في علاقاته وحياته، كما ذكرنا سابقًا.

ويتميز الذكاء العاطفي بمكانة خاصة في التربية الإسلامية، حيث يدعو القرآن الكريم والسنة النبوية إلى تهذيب الانفعالات، وضبط العواطف، ما يسهم في بناء شخصية متوازنة وإيجابية.

تقدم السيرة النبوية أمثلة مهمّة لتطبيقات الذكاء العاطفي في التعامل مع المواقف الصعبة، مثل موقف النبي  ﷺ مع خوّات بن جبير، الذي أظهر فيه حكمة ولطفًا يُعبّران عن أرقى صور التربية.

فالذكاء العاطفي في الإسلام ليس مجرد مهارات حياتيّة، بل هو منهج أخلاقي متكامل، يعزز القيم الدينية، ويؤكد أهمية الجمع بين العقل والعاطفة، ما يدفع الفرد نحو التميز القيادي، والنجاح في حياته الشخصية والاجتماعية.

قبول الذات:

بمفهومه العام، يكون قبول الذات من خلال تعزيز ثقة الإنسان بنفسه، وبقدراته وإمكاناته، واستثمار نقاط  القوة في شخصيته وتعزيزها، ثم الانتقال إلى معالجة نقاط الضعف، وتحويلها من نقطة ضعفٍ إلى مصدر قوة، وهنا تكمن قوة إرادة التغيير.

وكثيرًا ما كان النبي ﷺ ، يعتمد على مهارة قبول الذات وتعزيز الثقة بالنفس من خلال تعامله مع محيطه الاجتماعي، وذلك بتوجيه الرسائل الإيجابية إلى مَن حوله من الصحابة، ليلفت نظرهم إلى الإيجابيات  لديهم، والصفات الحسنة التي تميزهم؛ هذا مما يكون له أكبر الأثر في تكوين مفهوم إيجابي عن الذات، وأيضًا له فائدة عظيمة في لفت النظر إلى أهم الإيجابيات والمميزات التي يتحلى بها الشخص، ويعدّ هذا حجر الزاوية في توظيف هذه الطاقات، وحسن استثمارها.

كمثل قوله لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “إنك غلامٌ مُعلّم”، وقوله لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: “لقد أوتيتَ مزمارًا من مزامير آل داود” وقوله لأشج عبد القيس رضي الله عنه: ” إن فيك لخصلتين يحبهما الله، الحلم والأناة (رواه أبو داوود وأحمد )”.

إنّه أسلوبٌ تربويٌ فريد كان يعتمد عليه النبي ﷺ في تعزيز الايجابيات وتوزيع الألقاب على مَن حوله.

ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس، قال النبي ﷺ : “لو كنت متخذًا من الناس خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا”، وفي سنن الترمذي، عن عقبة بن عامر، قال رسول الله ﷺ : “لو كان بعدي نبيّ لكان عمر بن الخطاب”، وفي مسند أحمد عن عقبة بن عامر أيضًا: “لو كان من بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب”.

هكذا، كان النبي ﷺ يوزع الأوسمة والنياشين على صحابته عبر الألقاب المختلفة، التي تعبر عن أبرز ما يميزهم وما يتصفون به من خِصال.

وعليه، نستطيع القول إنّ الإسلام قد اهتم بمفهوم قبول الذات من خلال توجيهات النبيﷺ التي ركزت على تعزيز الإيجابيات لدى الأفراد؛ إذ كان النبي ﷺ يستخدم أسلوبًا تربويًا فريدًا يعتمد على التقدير والتشجيع،  كمنحه الألقاب التي تبرز الصفات الحسنة لدى صحابته، مما ساعدهم على بناء مفهوم إيجابي عن الذات، وتوظيف طاقاتهم بأفضل صورة.

التخطيط للأهداف:

وهي المهارة التي نتعلم من خلالها أهمية الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، واتخاذ القرارات الصحيحة، والتخطيط السليم للوصول إلى تلك الأهداف، مما يولد في داخل الإنسان الثقة بالنفس وقدراتها على الوصول. فكل أزهار الغد متواجدة فى بذور اليوم، وكل نتائج الغد متواجدة في أفكار اليوم؛ وإن لم يكن لك هدف،  فستكون خطواتك من أجل أهداف الآخرين، وإن لم يكن لك هدف، فستكون جزءًا من مخططات الآخرين،  وإذا لم تُخطط لأهدافك، فسيُخطط لك الآخرون وستدفع الثمن؛ ومن أجل ألّا تضيع الأهداف والأحلام، سنتحدث هنا عن مهارة التخطيط للأهداف، التي لطالما وجهنا القرآن الكريم إليها بقوله تعالى: ﴿ أَفَمَن يَمْشِى مُكِبًا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰٓ أَمَّن يَمْشِى سَوِيًا عَلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ ﴾ وتتجلى أهمية تحديد الأهداف فيما يلي:

  • المساعدة في تحديد الصورة التي يسعى الإنسان أن يكون عليها في المستقبل.
  • تمكين الإنسان من اختبار قدراته، وإمكاناته الذاتية، وطاقاته العملية.
  • الإسهامالفعّال في توجيه سلوك الإنسان نحو الفاعلية والإنتاجية المجتمعية؛ فالهدف في حياة الإنسان كالشاخصات المرورية والدلالات الإرشادية في طريق السفر.
  • المساعدة في إدارة الوقت بكفاءة وفاعلية.
  • الإسهام الفعّال في صناعة الذات، وحلّ المشكلات، من خلال تحديد الأهداف والسعي في تنفيذها.

من الضروري عند تحديد الأهداف مراعاة شروط معينة للوصول إلى الغايات التي تسعى إلى تحقيقها، ومنها:

الإرادة: أن تكون لديك الرغبة الصادقة في تحقيق الهدف. قال الله تعالى ﴿ وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾ سورة آل عمران الآية 145. فـ “يُرِد ” و”نُؤْتِهِ ” تعبّران عن الرغبة القوية والإصرار، وهما السر في الوصول.

ويؤكد ذلك قول النبي محمد ﷺ لعمه أبي طالب: “لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر ـ أي الإسلام ـ ما تركته، حتى يُظهره الله، أو أهلك دونه””السيرة النبوية (عبد الملك ابن هشام، 1955).

  • تحديد الإمكانات، من ناحية نقاط القوة ونقاط الضعف،وكما علّمنا محمد ﷺ ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) أخرجه الإمام مسلم.
  • تسجيل الهدف، ووضعه في غرفتك وأمام عينك، أنك أخذت القرار بالعمل للوصول إلى هذا الهدف.
  • وضع ميزانية مالية لتنفيذ هذا الهدف.
  • وضع مدة زمنية محددة للتنفيذ.
  • تصوّر افتراضيلعقبات ممكن أن تعترض طريق الوصول.

المرونة ، ونعني بها هنا إمكانية التعديل على الخطوات.

أُخرِج رسول الإنسانية ومعلم البشرية، محمد صلى الله عليه وسلم، من بلده ومسقط رأسه مكة المكرّمة مُحارَبًا ومُضطهدًا، لكنه عرف كيف يعود إليها فاتحًا منتصرًا. فالناجحون في مجتمعاتهم هم أشخاص عاديوّن مثلنا،  لكنهم وضعوا أهدافًا كبرى وسَعَوا إلى تحقيقها في أثناء سيرهم في هذه الحياة؛ وأما عن مسيرتهم في الوصول فلم تكن أبدًا مفروشة بالورود، إنما كانت محاطةً بالعقبات، ومليئةً بالسقطات والطعنات والضربات، ولكن إصرارهم على الوصول منحهم وسام التكريم وأصعدهم منصات التتويج على مسارح هذه الحياة.

وبذلك، فإن مهارة التخطيط للأهداف تعد مهارة أساسية تساعد الفرد على اتخاذ القرارات الصحيحة وتنظيم خطواته للوصول إلى غاياته، ما يمنحه الثقة بقدراته. إن تحديد هذه الأهداف يسهم في رسم ملامح المستقبل، واختبار الإمكانات الذاتية، وتوجيه السلوك نحو الإنتاجية، وإدارة الوقت بفعالية.

وكما ذكرنا، فإنه لتحقيق الأهداف يجب الالتزام بشروط معينة، مثل: وجود إرادة قوية، تحديد الإمكانات، تسجيل الأهداف ومراجعتها بانتظام، تخصيص موارد مالية، تحديد جدول زمني، توقع العقبات، والتحلي بالمرونة للتكيف مع التغيرات.

لقد جسد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا المفهوم في مسيرته، حيث واجه المصاعب بإصرار، ونجح في تحقيق أهدافه الكبرى. وهذا ما يميز الناجحين في مجتمعاتهم: أهداف واضحة، إرادة صلبة، ومثابرة على تجاوز العقبات.

إدارة المشاعر والانفعالات

في هذا العالم الواسع الذي يشهد انفتاحًا في كل مجالات الواقع والحياة، قد يكون الحفاظ على التوازن العاطفي تحديًا معقدًا. أمام التحديات اليومية، والمسؤوليات المتزايدة، والضغوط الاجتماعية، يحتاج الإنسان إلى تطوير مهارة إدارة المشاعر والانفعالات والتحكم بها كوسيلة للحفاظ على الصحة النفسية وتحقيق التوازن في الحياة.

هذه المهارة ليست مجرد قدرة على التحكم في الانفعالات، بل هي أيضًا القدرة على فهم مشاعرك ومشاعر الآخرين، والتعامل معها بطرق بنّاءة ومثمرة، بحيث لا تؤدي إلى سلوكيات سلبية، وأيضًا القدرة على التعبير عنها بطرق صحيحة.

ما ينتج عنه ذلك نجاحًا في العلاقات الشخصية والاجتماعية والمهنية، واتخاذًا لقرارات أفضل تستند إلى العقل المتوازن الواعي.

لأن القرآن هو دستور السعادة الخالد ومفتاح الأساليب التربوية، كان لنا فيه وقفات مع توجيهات قرآنية تعليمية للنبي ﷺ، باعتباره الرسول والقائد للتعامل الأمثل، مع أحد أتباعه، وذلك كأسلوبٍ للتربية والتعليم على خلفية موقف عملي، وذلك في سورة (عبس) التي ركزت على رد فعل رسول الله  ﷺ تجاه الصحابي عبد الله بن أم مكتوم، وهو كفيفٌ.

كان رسول الله ﷺ في حوارٍ دعوي مع بعض كبار المشركين، وبلغة العصر يعد في لقاء أو مقابلة مع شخصيات مهمة في قريش يعرض عليهم دعوته، فأقبل عليه عبد الله بن أم مكتوم مستفسرًا، فأعرض النبي ﷺ عنه عابسًا، فأنزل الله سبحانه وتعالى آياتٍ تُتلى إلى قيام الساعة لتُنبه العقول إلى أهمية إدارة المشاعر وضبطها، حتى ولو كان الطرف الآخر كفيفًا. فكما يتضح من التوجيه الوارد بالنص القرآني المذكور، فقد توجه عتاب من الله سبحانه وتعالى إلى نبيّه ﷺ حول التصرف بهذه الكيفية في هذا الموقف، معيدًا ترتيب الأولويات، ومقدمًا مراعاة المشاعر الإنسانية على أي شيء آخر.

إن إدارة المشاعر والانفعالات والتحكم بها مهارةُ تحتاج إلى: البحث عن مصادر إلهام ، وتحديد الأولويات، وتجاوز السطحيات، والتواصل الفعال من خلال تعزيز العلاقات الإيجابية. والتحكم بها ليس مجرد مهارة،  بل هو منهج حياة يحتاج إلى متابعة دقيقة تُمكّنك من تحسين جودة حياتك وتوجيهها نحو الإيجابية والنجاح.

فالأفكار هي البداية، والمشاعر هي الوسيط، والأفعال هي النتيجة النهائية. وبتحسين هذه الدائرة المتكاملة، ستتمكن من التحكم في حياتك بشكل أفضل، وتحقيق الأهداف التي تسعى إليها.

الإقناع:

يُعد الإقناع والتأثير ممارسة بين طرفين: أحدهما يريد التأثير في الآخر؛  ومع مرور الوقت، تُدرك المجتمعات أن السيطرة والهيمنة لن تكونا بالقوة العسكرية؛ فالقوي لن يبقَ قويًا للأبد، وكذلك الضعيف لن يبقَ ضعيفًا للأبد. لذا، بات من الضروري الانتقال بالمفاهيم نحو مخاطبة العقول وامتلاك مهارات الإقناع. فإذا أردتَ تغيير إنسان، فعليك بتغيير قناعاته؛ وهذا فنّ لا يُتقنه إلا مَن امتلك أدواته.

تروي بعض الأساطير أن الشمس والرياح تراهنتا على إجبار رجل على خلع معطفه؛ فبدأت الرياح بمحاولة كسب الرهان بالعواصف والهواء الشديد، لكن الرجل ازداد تمسكًا بمعطفه وإصرارًا على ثباته وبقائه. حتى حلّ اليأس بالرياح فكفّت عنه؛ واليأس أحد الراحتين كما يقول أسلافنا. وجاء دور الشمس، فتقدمت وبزغت وبرزت للرجل بضوئها وحرارتها، فما أن شاهدها حتى خلع معطفه مختارًا راضيًا (أحمد بن عبد المحسن العساف، 2010)

تكمن أهمية هذه المهارة في كثرة النقاشات والحوارات في حياتنا اليومية، وسعي كل طرف من المتحاورين إلى إثبات صحة وجهة نظره، فربّ الأسرة مع زوجه وأولاده، والأم مع أبنائها، والمدير مع موظفيه،  وموجات التلوث الفكري التي تتجه نحو مجتمعاتنا وأبنائنا، كل ذلك بات يُحتّم علينا السعي باتجاه امتلاك الحصانة الفكرية ومهارة الإقناع والتأثير.

فهي عمليات فكرية وشكلية يحاول فيها أحد الطرفين التأثير على الآخر وإخضاعه لفكرةٍ أو رأي. وفي تعريف آخر للإقناع:” هو تأثير سليم ومقبول على القناعات لتغييرها كليًا أو جزئيًا من خلال عرض الحقائق بأدلة واضحة ومقبولة”. ونستطيع أن نقول بأن الإقناع المقصود هنا هو القدرة على جعل المقابل (الآخرين) يقبل بالفكرة والقضية المطروحة، ما يؤثر غالبًا في تغيير سلوكه واتجاهاته نحو ما يريده المتحدث من سلوكيات وأفكار. (جمال بن يوسف الهميلي، 2018)

من خلال التعريف، نقف عند كلمة ( القدرة على …) والمقصود بها هنا الإمكانات والمواهب والمهارات التي ينبغي أن يمتلكها المتحدث لتطوير ذاته وتحقيق أهدافه.

و قد ذكر في القرآن الكريم:﴿ ألم ترَ إلى الذي حاجّ إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يُحيي ويُميت قال أنا أُحيي وأُميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب فبُهِتَ الذي كفر﴾ (سورة البقرة 258)

وفي السنة النبوية، أخرج الإمام أحمد في مسند صحيح عن أبي أمامة رضي الله عنه، فقال: “يا رسول الله، ائذن لي بالزنا”. فقال رسول الله: “أترضاه لأمك؟” فقال: لا. قال: “وكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم”.

ثم قال: “أترضاه لابنتك؟” قال لا.  قال: “وكذلك الناس لا يرضونه لبناتهم”.

ثم قال:” أترضاه لأختك؟” … “أترضاه لعمتك؟” … “أترضاه لخالتك؟ …”وفي كل مرة يقول:لا.  قال وكذلك الناس لا يرضونه لهؤلاء، فإذا كنت لا ترضى ذلك لهؤلاء فكيف ترضاه لهم؟

ثم وضع النبي ﷺ يده على صدر الرجل، وقال:”اللهم طهّر قلبه وحصِّن فرجه، واغفر ذنبه”. عاد بعد ذلك إلى هذا.

جاء يرغب في طلب رخصة لفعل شيء قبيح جدًا فكان العلاج النبوي الشريف باستخدام مهارة الإقناع من خلال:

–  التحدث بكل هدوء ورحمة والبعد عن السب والتخويف.

–  ضرب الأمثلة والتشبيه بما يتقارب مع فهم الشخص ومبادئ المجتمع.

–  زرع المؤاخاة والترابط بين المجتمع ككل في قوله ﷺ : “وكذلك الناس لا يرضونه لهؤلاء”.

فالإقناع هو جهد منظم يهدف إلى الحصول على التأييد باستخدام الفهم والمنطق والحجة والبرهان. إنه أداة فعّالة يستعين بها من يرغب في التأثير على الآخرين، وذلك عبر اختيار الكلمات المناسبة وصياغتها بطريقة محكمة تكون بمثابة مفتاح للدخول إلى عقولهم وقلوبهم.

ولتحقيق النجاح في الإقناع، يعتمد الأمر على التواصل الفعّال الذي يبدأ بالاستماع الجيد إلى الطرف الآخر، لفهم احتياجاته ووجهة نظره. كما أن بناء علاقات قوية مع الآخرين، تستند إلى الثقة والاحترام، يمثل استراتيجية ذات فاعلية عالية في التأثير. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي لغة الجسد والتعبيرات الوجهية دورًا مهمًا في تعزيز الرسالة المقدمة، إذ تسهم في إيصال الفكرة بوضوح وإقناع الطرف الآخر بصدقها.

الأهم من ذلك كله، أنّ الإقناع لا يعتمد على الإجبار أو فرض الآراء، بل يكفي أن يشعر الطرف الآخر بأن الفكرة المطروحة جيدة وتستحق الاهتمام، مما يدفعه لتبنيها برضاه وقناعته.

فن المعاملات أو الإتيكيت

فن المعاملات هو المهارة التي يجب ألَّا يغيب عن ذهننا أنها مِفتاح العلاقات الإيجابية الناجحة. عرَّفت الموسوعة البريطانية فنَّ الإتيكيت بأنه السلوك الذي يساعد على التوافق والتآلف بين الناس بعضهم مع بعض من جهة، ومع البيئة التي يعيشون فيها من جهة أخرى.

وهو حُسن التصرف واللَّباقة، ومحاولة تحسين عَلاقة الفرد مع الآخرين؛ للوصول إلى احترام الذات والآخرين، إذًا هو سلوك بالدرجة الأولى. (محمد حسن المرزوقي، 2023)

ولعل كتاب “فن التعامل” لديل كارنيجي يبين هذا الفرقَ بدقة، حيث يقول:

الإتيكيت هو عِلمُ آداب السلوك والمُعاشَرة، وهو فنُّ الحياة الراقية، مثله مثل باقي العلوم؛ له قواعده الخاصة  وأصوله المنتشرة عالميًّا. (ديل كارنيجي، 1936)

سلوكٌ بالغ التهذيب، أو احترام الذَّات، واحترام الآخَرين، وحُسن التعامل معهم، أو آداب في الخصال الحميدة، أو السلوك المقبول اجتماعيًّا، الإتيكيت فنٌّ كبقيَّة الفنون.

إذًا، مفهوم الإتيكيت هو: احترام النفس، واحترام الآخرين، وحسن التعامل معهم.

إنه مفهومٌ راقٍ، ومحتوى إنساني حضاري؛ فالحضارة ليست قَصْرًا، ولا سيَّارة فارهة، ولا مجرَّدَ زينة في الوجه والملبس؛ ولكنها – بالدرجة الأولى – التعامل الإنساني الراقي فيما يعرف بـآداب اللِّياقة.

يتصوَّر الكثيرون أنّ الإتيكيت هو الحركات الغربية المرسومة للتصرُّفات التي يحاول بها الشخص أن يبدوَ متحضِّرًا يشبه الإنسان الغربي ويقلِّده، وهذا بعيد عن المعنى الحقيقي للكلمة.
أجمع الخبراء أنَّ الدِّين هو أول مظاهر الإتيكيت والبروتوكول؛ حيث وضعت الكتبُ السماوية للإنسان ضوابطَ واتجاهاتٍ وتوجيهات معينة تحدِّد سلوك الإنسان تجاه أخيه الإنسان.

 

فن الإتيكيت في القرآن:

﴿ وإذا حُيّيتم بتحية فحيّوا بأحسن منها﴾ سورة النساء: 86 ، وكذلك وصية الخالق سبحانه في التعامل مع الزوجات ﴿ وعاشروهنّ بالمعروف﴾  سورة النساء: 19

وكذلك قوله في الوالدين:﴿ وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا إمّا يبلغنّ عندك الكِبَر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفًّا ولا تنهرهما، وقل لهما قولًا كريمًا، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا﴾ سورة الإسراء: 23

وقوله تعالى: ﴿ ولو كنتَ فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك﴾ سورة آل عمران 159


أما في السنة النبوية:

امتلأت صفحات السيرة النبوية عبيرًا بأخلاق النبي ﷺ وهو المُصدَّق بقول ربه: ﴿وإنك لعلى خلُقٍ عظيم﴾ ولطالما حرص من خلال رسالته أن ينقل إلينا ضرورة التخلّق بأخلاقه في علاقاتنا الاجتماعية؛ أن تكون عبقريًّا في حبك وودّك، أن يشعر كل مَن عايشك وعاشرك أنه هو الذي ظفر بقلبك ومحبتك.

نظراتك التي تُشعره بعظيم الاهتمام بحديثه، والابتسامة التي تُنبئه أنها أتت من مَعين قلبٍ مُحبٍّ صادق، كل ذلك كان من جملة الإتيكيت التي امتلكها رسول الله ﷺ واستطاع من خلالها أن يكتسب محبة واحترام جميع مَن عرفه، حتى أنه لَيُخيَّل للواحد منهم أنه الأحب لقلب النبي ﷺ . لذلك، أتى سؤال عمرو بن العاص: ” مَن أحب الناس إليك يارسول الله”؟

لأنه التمس من معاملة رسول الله ﷺ له، أن هذا النوع من المعاملة لا يكون إلا معاملة الحبيب لحبيبه،  فلذلك سأله: “مَن أحب الناس إلى قلبك”؟

وفي مشهد آخر، تراه واقفًا مع أصحابه حين رآها من بعيد،  تسير بخطواتٍ وئيدةٍ ضعيفة، وصوتها لا يكاد يُسمَع، ظهرها قد انحنى وماعاد يقوى على أثقال الأيام، وقدماها ما عادت تقوى على السير، فاتخذَت ساقًا ثالثةً من فروع الأشجار(عُكّاز)، فذهب النبي ﷺ مسرعًا باتجاهها، ومَدّ لها عباءته وأجلسها، ليستعيد معها ذكرياتٍ كانت تؤنسه. سأله أصحابه: “مَن هذه يا رسول الله؟”، قال: “هذه كانت تأتينا أيام خديجة”.

على الرغم من مسؤلياته العظيمة وماعنده من زوجات، ومع ذلك لا يزال يذكر زوجته الأولى وحبه الأول خديجة، وكأنه يرسم من حروف تلك الكلمات وجه محبوبته خديجة، وصوت خديجة، وأُنس خديجة. يتذكر تلك التي كانت له حرَمًا آمنًا من مشقّات الطريق ومتاعب الحياة، ولِمَ لا؟ وهو رمز الوفاء إذا ضَنّ الزمان بأزواجٍ أوفياء.

ولا عجَب، وهو الذي حينما غاب عثمان بن عفان عن البيعة بسبب العذر والمرض، وضع النبي يده اليمنى على يده اليسرى قائلًا: وهذه يد عثمان،  لأنه يثق به حاضرًا وغائبًا.

الخاتمة

إن هذه الدراسة بحثت في تأصيل المهارات الحياتية وارتباطها الوثيق بشريعتنا الإسلامية. وقد حاول الباحثان بجهد متواضع  تقديم الرؤية الإسلامية لمفهوم المهارات من منظور إسلامي، مع تقديم الأدلة والنصوص القرآنية، والشواهد في السيرة النبوية، ومناقشة الأمثلة التي تناولت هذا الشأن، مكتفين بمثال واحد لكل مهارة من القرآن والسنة. وأخيرًا، توصل الباحثان إلى أن:

القرآن ومباحث السيرة بصورة واضحة قد أكدا على الدور المهم للمهارات الحياتية في الرقي النفسي والمجتمعي، كما كانت حياة صاحب الرسالة محمد  ﷺ مثالًا وشاهدًا حيًّا على النجاح في امتلاك هذه المهارات.

رقي الأمم والمجتمعات يقاس بمدى ارتفاع وعيها أفرادًا وجماعات، وهذا الوعي مستسقى من معين إسلامنا الذي فاضت شرائعه وأخلاقه بالمهارات الضرورية لحياة ناجحة.

ضرورة تخصيص جلسات عصف ذهني لاستخراج المهارات الحياتية من سور من القرآن الكريم.

التوصيات

من خلال البحث الحالي، يوصي الباحثان بما يلي:

دراسة مكونات المهارات الحياتية بجميع فصولها ومحاورها من منظور التربية الإسلامية، بالإضافة إلى المنظور النفسي،  وتجنب الاعتماد على المنظور الفلسفي كمرجعية وحيدة، فلقد امتلأت نصوص الشريعة الإسلامية بالكنوز الذاخرة في أصول التربية النفسية والاجتماعية.

إقامة الندوات التثقيفية لتعريف الجيل الصاعد بالمهارات الحياتية في الإسلام، والتي أسست سابقًا لبناء مجتمع متكامل متناغم ودولة ناجحة.

إنشاء برامج تدريبية في المدارس والجامعات على المهارات الحياتية، والتي باتت ضرورة ينبغي أن يمتلكها جيلنا الصاعد. وأن تُسخّر لها الطاقات والإمكانات.

إطلاق مؤتمر خاص بالمهارات الحياتية في القرآن والسنة، يجمع الباحثين في هذا المجال لإثراء المحتوى الإسلامي لفهم أعمق وأكبر لهذا المنهج.

 

قائمة المصادر والمراجع

  1. . (2024، 12 فبراير). أسرار الوعي الذاتي. الجزيرة نت.العظيم، ر. ع
  2. . (2017). التربية الحديثة وتنمية المهارات الحياتية. دار المعرفة.العقاد، أ
  3. الزامل، ر-. (2020). مهارات الحياة. فريق عون.
  4. . (2017). مفهوم العاطفة في القرآن الكريم والسنة النبوية ودورها في تنمية الذكاء العاطفي. العجمية، ز. المؤتمر القرآني الدولي (مقدس7). جامعة السلطان قابوس: كلية التربية.
  5. . (2023، تموز). فاعلية برنامج قائم على التأصيل الإسلامي .،. غ.، & جزر، ش
  6. . رضوان، أ، الدباغ، م.لتنمية بعض المهارات الحياتية لدى عينة من طلاب كلية التربية جامعة الأزهر.
  7. . (1936). فن التعامل.ديل كارنيجي
  8. . (2013). أساسيات المهارات الحياتية. دار النهضة العربية.عبد السلام، م
  9. . (1955). السيرة النبوية لابن هشام. مصر: مطبعة مصطفى البابي الحلبي.عبد الملك، ابن هشام
  10. . (2023). الإتكيت العائلي. حمص، سوريا: دار الإرشاد للنشر والتوزيع.المرزوقي، م
  11. . (2018). مهارات الإقناع في القرآن والسنة. لندن: E-KUTUB LTD.جمال الهميلي ي
  12. منظمة الصحة العالمية.: جنيف (1997):التعليم القائم على المهارات الحياتية للأطفال والمراهقين في المدارس.
  13. . (2003). التعليم القائم على المهارات الحياتية. نيويورك.اليونيسيف
  14. . (2020). قياس المهارات الحياتية.يونيسف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  15. مفهوم الوعي في القرآن الكريم وصياغة تصور فكر المجلة العربية للنشر العلمي إسلامي لزيادة الوعي. . (2021، 12 فبراير)
  16. شبكة الألوكة.
  17. أكاديمية ديلان، المهارات الحياتية (2020).

 

حقوق النشر © محفوظة لمجلة الضاد الدولية – العدد السابع، حزيران 2025.
يُمنع إعادة نشر هذا البحث أو نسخه أو استخدامه لأغراض تجارية أو إعادة توزيعه كليًا أو جزئيًا بأي وسيلة، من دون إذنٍ رسمي وخطي من إدارة مجلة الضاد الدولية حصراً.

تنويه مهم:
يُسمح بالاستشهاد العلمي من هذا البحث، سواء بالنقل الحرفي القصير ضمن علامات تنصيص، أو بإعادة الصياغة،
وذلك ضمن الأطر الأكاديمية المعترف بها، وبشرط الالتزام الكامل بقواعد التوثيق العلمي وذكر المرجع بشكل صحيح
(اسم المؤلف، عنوان البحث، المجلة، العدد، تاريخ النشر، الصفحات).

إن الاستشهاد العلمي لا يُعدّ انتهاكًا للحقوق الفكرية، بل هو حق مشروع ضمن أخلاقيات البحث العلمي.

لأي استفسار أو طلب إذن رسمي لإعادة استخدام المحتوى، يُرجى التواصل مع إدارة المجلة عبر البريد الإلكتروني:
📩 Dhadinternationaljournal@gmail.com

الموقع الإلكتروني للمجلة: dhadinternationaljournal-hss.com

Loading

Scroll to Top